Pages

lundi 16 janvier 2012

محسن رحيم – مدير التشريفات الرئاسية

محسن رحيم – مدير التشريفات الرئاسية

سجل اصرار الرئيس بن علي اثر مقابلته لعائلات بعض المصابين في الاحداث على زيارة محمد البوعزيزي في مستشفى الحروق البليغة وفي حدود الساعة الحادية عشر اعلم مستشاره الخاص الناطق باسم رئاسة الجمهورية عبد العزيز بن ضياء انه سيتولى زيارة البوعزيزي في حدود الساعة الخامسة عصرا وفعلا اعلم عبد العزيز بن ضياء محسن رحيم بالموضوع وبانه تم استقبال عائلات ثلاثة ممصابين اصيلي سيدي بوزيد وقد تم تمكينهم من ظروف تتضمن مبالغ مالية وقد تحول الرئيس بن علي الى المستشفى وكان يسعى الى الحديث مع البوعزيزي لمعرفة السبب الحقيقي الذي دفع به الى حرق نفسه ، الا ان الحالة الصحية المتردية التي كان عليها الضحية حالت دون محادثته ..

يوم 14 يناير وصل الى مقر عمله بالقصر الرئاسي الساعة السابعة والربع صباحا، وفي حدود منتصف النهار اتصل به الرئيس بن علي هاتفيا ودعاه الى مكتبه، واسدى له التعليمات بتجهيز الطائرة الرئاسية التي ستتولى نقل افراد عائلته المتركبة من زوجته ليلى وابنه محمد وابنته حليمة الى السعودية لاداء مناسك العمرة وقال له حرفيا " الجو موش رايض والوضع موش راكح ، خليهم يمشيو يتفرهدوا ويبدلوا الجو في السعودية ويعملوا عمرة برة حضر الطيارة واتو نقلك من بعد عن الوقت " اي " الاجواء متوترة والوضع مضطرب سيذهبون الى السعودية للترفيه عن انفسهم ويغيروا الاجواء ويقومون بأداء العمرة، تول تجهيز الطائرة وسأخبرك لاحقا عن التوقيت ".


وتولى محسن رحيم الاتصال بالمدير العام للخطوط التونسية نبيل الشتاوي كالعادة في مثل هذه الرحلات للتنسيق مع طاقم الطائرة وتجهيزها، مع اشارة محسن رحيم أن بن علي لم يكن ينوي السفر برفقة أفراد العائلة، وفي حدود الساعة الثالثة ظهرا أعلمه الرئيس بن علي أن موعد إقلاع الطائرة سيكون على الساعة السادسة مساء، حينها أعاد الاتصال بنبيل الشتاوي وأعلمه بتوقيت إقلاع الطائرة ثم رافق علي السرياطي الى مكتبه حيث قام بجلب محفظة جلدية ووضع مسدسه بخصره وكان مكشوفا دون غمد..

كما تسلم من احد الاعوان العاملين بالامن الرئاسي مجموعة من جوازات السفر الخاصة داخل ظرف تسلم منها محسن رحيم جوازي سفر احدهما لنادل الرئيس كمال البديري والذي قام بتسليمه الى طاقم الطائرة حينما وصل الى الثكنة العسكرية بالعوينة..

وبمجرد عودته من مكتب علي السرياطي وجد بالرواق في الديوان الرئاسي كل من الرئيس بن علي وزوجته ليلى وابنهما محمد وابنتهما حليمة وخطيبها مهدي بن قايد واحدى شقيقات ليلى الطرابلسي ، وقد كان الرئيس لحظتها يرتدي قميصا ابيضا وربطة عنق زرقاء اللون دون سترة فنادى على حاجبه الخاص وطلب منه احضارها وبمجرد تسليمه اياها ارتداها على عجل وخرج الجميع من الرواق واستقل مع ابنه سيارة لنكولن تقودها زوجته ليلى بن علي بينما ركب محسن رحيم في السيارة الاودي التي يقودها علي السرياطي وانطلقوا في مقدمة الركب باقصى سرعة ..


في رواق مكتب الرئيس بن علي استمع محسن رحيم الى مكالمة هاتفية اجراها علي السرياطي كان يعطي خلالها التعليمات بوضوح " ثمة طائرة مروحية اذا كان قربت من القصر اضربوا عليها ب12.7 لا سبيل باش تخليوها تهبط " اي ما معناه " هنالك طائرة مروحية اذا اقتربت من القصر اطلقوا عليها النار بسلاح 12.7 لا تتركو لها مجال الهبوط بالقصر..

كما تلقى مكالمة اخرى تتحدث عن طائرة مروحية ثانية قادمة باتجاه القصر من جهة اخرى وسمع علي السرياطي يتحدث عن اقتراب زوارق حربية من القصر من جهة البحر ..

كان علي السرياطي يظهر الحاحا كبيرا في اخراج بن علي وزوجته من القصر بالقول " ايا سيدي الرئيس ايا مادام نخرجوا .. نمشيو للمطار ..

محسن رحيم اعلم حينها السرياطي ان الطائرة الرئاسية غير جاهزة للاقلاع وان الرئيس طلب موعد الاقلاع الساعة السادسة مساء وبالتالي لم يتول التنسيق لتغيير الموعد فكان علي السرياطي مصرا على الخروج ..

وقال له حينما كانوا برواق الديوان الرئاسي " مايسالش نمشيو للمطار ونستناوها غادي حتى تحضر الجيش اولادنا على الاقل متاعنا " اي ما معناه " نذهب الى المطار وننتظر جاهزية الطائرة هناك الجيش هم اولادنا وهم معنا "...

وقد فهم محسن رحيم من كلام السرياطي انه سيشعر اكثر بالامان في المطار قرب الجيش لان القصر الرئاسي بات معرضا لتهديدات متعددة ويشكل خطرا على حياتهم خاصة بعد ان حاول السرياطي الاتصال بزهير البياتي آمر المطار لكن شخصا آخر أجابه وقدم نفسه انه سمير الطرهوني حيث استغرب السرياطي ذلك..

واتصل السرياطي بعد ذلك بإلياس الزلاق وقال له حرفيا "اتصل بصاحبك الطرهوني وشوف اشنية الحكاية راني اتصلت بزهير البياتي ورد علي هو التلفون" اي اتصل بصديقك سمير الطرهوني واستفسر عن الامر لاني اتصلت بمحافظ المطار فاجابني هو بدلا عنه"..

وقد تمت هذه المكالمة حينما كان محسن رحيم مع السرياطي في السيارة في طريقهما الى المطار، وقد قال له السرياطي بعد ارتطامه بسيارة مدنية في مفترق المعلقة " انشاء الله نصلوا للمطار " فطلب منه التوضيح اجابه السرياطي " ثمة كومبلو بين كومندوس الحرس وكومندوس الشرطة وتوة فهمت الحكاية يا سي محسن "، اي هناك تحالف بين طلائع الحرس وطلائع الشرطة والان فهمت الموضوع يا سي محسن "..

وقد حاول السرياطي مرارا الاتصال بجلال بودريقة المدير العام لوحدات التدخل والرئيس المباشر لسمير الطرهوني الا انه لم يتمكن من ذلك .


بوصول الموكب امام ثكنة الجيش الوطني بالعوينة نزل بعض الاعوان وقاموا بطرق الباب الازرق للثكنة وكانوا يصرخون بقوة " حل الباب " اي افتح الباب " وحاولوا تسلقه الا ان احد العسكريين فتح الباب ودخلوا الثكنة بسرعة واتجهوا نحو القاعدة الشرفية بالمطار التي تبعد نحو مائتي متر عن مستودع الطائرة الرئاسية الا ان الرئيس بن علي رفض النزول فواصل الموكب سيره الى مستودع الطائرة حيث ترجل الرئيس بن علي وزوجته ليلى وابنه محمد وابنته حليمة وخطيبها مهدي بن قايد ونادله الخاص كمال البديري وزوجة عادل الطرابلسي وخادمتين فليبينيتين..

وقد مكث الجميع عند الطائرة حتى اتمام تزويدها بالوقود بينما تم شحن الحقائب التي كانت على متن سيارات المرافقة وصعد الى الطائرة كل من كمال البديري نادل الرئيس الخاص والخادمتان الفليبينيتان وقد كان عدد افراد طاقم الطائرة محدودا فقد حضر قائد الطائرة محمود شيخ روحو ومساعده ومضيفة الطائرة نادية بالحارث ومضيف آخر وميكانيكي..

وقد كان علي السرياطي يجري مكالمات هاتفية بين الحين والاخر وكان محسن رحيم الى جانب الرئيس الذي كان يتساءل في كل مرة " قريبش تعبي الطيارة الكيروزان .. وقتاش تكمل" اي متى تنتهي عملية تعبئة الوقود ؟"..

وقد اتصل عياض الودرني مدير الديوان الرئاسي على هاتف محسن رحيم وطلب منه تمرير الهاتف للرئيس الذي ابتعد قليلا دون ان يلاحظ عليه ما يجلب الانتباه..

وفي الاثناء تقدمت منه حليمة ابنته وسالته ان كان والدها سيسافر معهم ، فاجابها بان والدها هناك وبامكانها سؤاله وقد طلب من بن علي سؤال قائد الطائرة عن الكمية التي تم تزويد الطائرة بها والكمية المتبقية والوقت المتوقع للانتهاء.. فأجابه قائد الطائرة بان العملية ستنتهي في ظرف 10 دقائق الى خمسة عشر دقيقة وقد اعلم محسن رحيم الرئيس بهذه المعلومة ..

واثر انتهاء عملية التزود بالوقود صعد علي السرياطي الى الطائرة لاحضار معطفه الذي كان احد الاعوان قد وضعه داخل الطائرة وكان احد الاعوان قد قام قبل ذلك بجلب محفظته الجلدية من على متن الطائرة حيث بوصولهم ادخلوا معطف السرياطي ومحفظته الى الطائرة وكان الرئيس بن علي قد خاطب السرياطي قائلا " ما فماش ضرورة باش تطلع هاني ماشي باش نوصلهم وراجع " اي ما معناه " ليس من داع لسفرك انا ساتولى مرافقتهم ثم اعود "..

فاجابه علي السرياطي بالقول " ما ترجع الا مانكلمك سيدي الرئيس " اي " لا تعد حتى اخبرك سيدي الرئيس "

عملية السفر لم تكن طبيعية كانت مستعجلة والرئيس بن علي لم يطلب من مدير التشريفات السفر وهي مهمته الاساسية عادة ولم يتم استكمال الاجراءات القانونية للمسافرين ..

إثر اقلاع الطائرة توجه محسن رحيم رفقة علي السرياطي الى القاعة الشرفية بالمطار العسكري حيث طلب من بعض الجنود تمكينه من قهوة حليب ومن ماء ..


وقد غادر محسن رحيم صحبة الياس الزلاق بعد ان قال لهم السرياطي " امشو انتم انا مازلت قاعد شوية " امشيو موش مشكل " أي " يمكنكم الانصراف سابقى قليلا يمكنكم المغادرة "..

وبمجرد خروجه من القاعة التي ترك بها علي السرياطي وردت عليه مكالمة هاتفية من الرئيس بن علي فساله ان كان بجانبه علي السرياطي فاخبره بانه تركه في القاعة الشرفية، فسال عن ابنته سيرين وزوجها سليم وهل وصلوا الى العوينة ام لا وبوصولهم الى قصر قرطاج الرئاسي في حدود الساعة السادسة مساء عاد الى منزله وفي حدود الساعة الثامنة ليلا اتصل بعلي السرياطي فاعلمه انه موقوف على ذمة الجيش ..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire