Pages

lundi 16 janvier 2012

وقائع – عماد الحبازي –رئيس دائرة العمليات بامن رئيس الدولة

وقائع – عماد الحبازي –رئيس دائرة العمليات بامن رئيس الدولة

بلوغ انباء عن اعتزام مروحية استهداف القصر الرئاسي ، وبناء عليه تم توجيه تعليمات للوحدات الامنية الرئاسية تقضي باستهداف اية مروحية عسكرية تعتزم الهبوط بالقصر ، في تلك الاثناء كان الرئيس بن علي ومدير الامن الرئاسي متواجدا بمكتبه ، ثم تم اعلام قاعة العمليات بوجود زوارق حربية تتجه باتجاه القصر ، استغرب العاملون بقاعة العمليات الامر واعلموا بسرعة علي السرياطي مدير الامن الذي تلقى المعلومة وأجاب " واضح واضح " وقد كان حينها على درجة من التسرع والخوف وهو في تلك اللحظة قرب مكتب الرئيس السابق ..
وكانت قاعة العمليات تتلقى بين الحين والاخر اتصالا من سائق السيارة الرئاسية المصفحة للسؤال عن حالة المسلك الرابط بين القصر الرئاسي ومقر الرئيس بسيدي الظريف وكانت القاعة تخبره انه جاهز للاستغلال ، في هذه اللحظات تلقت القاعة اعلاما بحلول زوجة الرئيس ليلى بن علي بالقصر على متن سيارتها مصحوبة بابنها محمد ن وبعد حوالي 10 دقائق بالضبط..


اتصل علي السرياطي بقاعة العمليات وأخبره انهم سيغادرون في اتجاه ثكنة الجيش الوطني بالعوينة وأنه لا يجب اخبار احد بالامر قائلا حرفيا باللهجة التونسية " هانا مغادرين ، في اتجاه ثكنة الجيش الوطني بالعوينة ، وما تعلم حتى حد ، وكرر ما تعلم حتى حد"..



وقد ادخلت هذه الاوامر الارباك والاستغراب على جميع العاملين بقاعة العمليات ولم يدرك الجميع حقيقة ما يحصل وفي حدود الساعة الرابعة والربع إنطلق الموكب الرئاسي من قصر قرطاج ، وقد حل بقاعة العمليات العقيد سالم سيك سالم وسال قاعة العمليات " اين الرئيس ؟ اين الاطارات ؟ " باللهجة التونسية " الرئيس فين ؟ أين الاطارات ؟ فاجابه رئيس قاعة العمليات بعدم علمه بالامر " ما نعرفش فينهم..



فقال سيك سالم " الرئيس فر الرئيس هرب " الرئيس قلب ، هرب " فساله مسؤول قاعة العمليات انتم في الميدان تعرفوا فاجابه انه اتصل بعدنان الحطاب نائب السرياطي واخبره انه يتعين عليه الاختباء ، وقد كان حينها في حالة من الغضب الشديد بسبب تلك الاجابة ، وقال بلهجة حازمة امام الجميع " أنا ساتصرف بمفردي " هاني باش نتصرف وحدي هاني باش نكلم الوزير الاول " فاجابه مسؤول العمليات " كلموا " اي اتصل به لكون العقيد سامي سيك سالم اعلى مسؤول امني بالقصر في تلك اللحظات ..



وفعلا تولى الاتصال بالضابط البشير شهيدة المسؤول عن حماية الوزير الاول وطلب منه الدخول الى مكتب الوزير الاول مرفوقا بهاتفه الجوال وتمكينه من محادثته وفعلا تم ذلك فقال سيك سالم لمخاطبه " أنا العقيد سامي سيك سالم من امن الرئيس .. سيدي الوزير الاول ان الرئيس بن علي غادر البلاد . سافر وانت من سينقذ البلاد .. انت الوحيد القادر على انقاذها . تونس امانة في رقبتك يجب ان تحضر الى القصر وكانت لهجة سيك سالم عاطفية تستجدي الوزير الاول من اجل الحضور ويصر على ذلك ويحاول تفسير الامر بلغة بسيطة " هاني باش نبعثلك ركب معزز باش يجيبك "..



سارسل لك ركبا محميا ومعززا لاصطحابك " واثر المكالمة تولى الاتصال بكل من عبد الله القلال وفؤاد المبزع وفتحي عبد الناظر وطلب منهم الحضور الى القصر الرئاسي حيث حل كل من عبد الله القلال وفؤاد المبزع ثم محمد الغنوشي ، فيما لم يتمكن الركب من الاتصال بفتحي عبد الناظر الذي كان هاتفه مغلقا حينما حلت السيارة امام منزله ، وتولى سيك سالم الاتصال بالعقيد عدنان الحطاب لائما بالقول " اين انت لقد تركتنا لوحدنا وبعد حلول الوزراء حل عدنان الحطاب بالقصر ..
سيك سالم يخطب في الاعوان



بعد حلول الوزراء المذكورين بالقصر تولى اعوان قاعة العمليات الاتصال لاسلكيا بجميع الوحدات التابعة للقصر ولمقر اقامة الرئيس وتم تذكيرهم بواجباتهم وطمأنتهم ورفع معنوياتهم ، " على جميع الوحدات الالتزام باماكن عملها وعدم مغادرتها لاي سبب كان..
على جميع الوحدات الانضباط للتعليمات الواردة من رؤسائهم والقى سيك سالم في الاعوان الذين تجمعوا بساحة القصر من عناصر امنية وادارية كلمة اورد فيها " نحن نعمل بجد ومسؤولية ومهمتنا تامين القصر الرئاسي بقرطاج نحن نعمل في النظام ولا نعمل من اجل زين العابدين بن علي في حد ذاته " على كل فرد ان يلتزم مكانه وينضبط ويطبق التعليمات من رؤسائه في العمل..



وعند وصول السيد فؤاد المبزع تم ادخاله الى مكاتب ادارة الامن الرئاسي ثم حل السيد عبد الله القلال ثم السيد محمد الغنوشي ثم تم نقل الجميع الى مكاتب الديوان الرئاسي حيث مكتب الرئيس ، وفي الاثناء اتصل بقاعة العمليات المقدم الياس الزلاق وقال له حرفيا " أنا قادم الى القصر بصحبة محسن رحيم مدير التشريفات " فساله مستفسرا ومطمئنا على حالهم بالقول هل انتم بخير ؟ " لاباس انتم لاباس ؟" الجماعة الاخرين وينهم ؟ وكان يقصد الرئيس وزوجته فاجابه الياس الزلاق بانه قادم الى القصر دون ذكر تفاصيل..



ثم اتصل بقاعة العمليات المدير العام للامن الرئاسي علي السرياطي مستفسرا عن الوضع بالقول " آش عندكم غادي فاعلمه بوجود الوزير الاول ورئيس مجلس النوب في القصر فاجاب السرياطي " طيب " ثم انهى المكالمة ..
وقائع قاعة العمليات



الساعة الثانية والربع ظهرا اتصل رئيس قاعة العمليات بمسؤول سيارات الاسعاف التابعة للقصر الرئاسي والسؤال عن جاهزيتها في صورة وقوع طارئ في اطار الاحتياطات التي تم اتخاذها حيث توجد بالقصر الرئاسي اربعة سيارات اسعاف مجهزة دوما في حالة تاهب عملياتية .



الساعة الثالثة وسبعة وخمسين دقيقة اتصل رئيس قاعة العمليات برئيس فرقة تامين مقر الطائرات الرئاسية الذي اعلمه بهبوط مروحيتين عسكريتين بالقاعدة الجوية بالعوينة على متن كل منها عشرة افراد من طلائع الجيش التونسي وقد اعلم مدير الامن الرئاسي بتلك المعلومة .



علمت قاعة العمليات من الملازم منصف الشابي المسؤول عن تامين مقر الطائرات الرئاسية يخبره عن منع طاقم الطائرة الرئاسية من الدخول من الباب الشمالي للمطار من قبل شرطة الحدود ، فاتصل بالمدير العام علي السرياطي الذي طلب منه توجيههم للدخول من باب القاعة الشرفية الرئاسية قائلا له " قوللهم يدخلو من باب القاعة الشرفية الرئاسية .




الساعة 16:46 دقيقة تم اسداء تعليمات بتوجيه كاميرا المراقبة بالقصر الرئاسي نحو البحر فقط بعد ورود معلومات تتحدث عن وجود زوارق بحرية متجهة نحو القصر الرئاسي .
شهادة حاجب بن علي



حسن الورتاني – حاجب الرئيس بن علي
لاحظ الحاجب الخاص للرئيس والذي كان ايضا في هذه المهمة مع الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ان بن علي ومنذ خمس سنوات قد اصبحت ذاكرته ضعيفة..



وقائع يوم 14 يناير باشر الحاجب عمله كالمعتاد وفي حدود الساعة العاشرة صباحا وصل الى مكتب الرئيس كل من بناته غزوة وسيرين بن علي وازواجهن مروان المبروك وسليم زروق حيث كانوا يترددون على مكتبه يدخلون ويخرجون باستمرار وكانت بادية على وجوههم علامات الخوف والفزع وكانوا كثيري التحدث عبر هواتفهم..



وحوالي منتصف النهار وصل علي السرياطي حاملا جهاز لاسلكي من نوع موتورولا ودخل مسرعا مكتب الرئيس بن علي ثم وبسرعة خرج ومعه الرئيس واتجها الى الرواق التابع للمكتب ثم غادر علي السرياطي المكتب وعاد مجددا الساعة الثانية ظهرا حيث كان يهرول في اتجاه مكتب الرئيس وطلب منه فتح الباب للدخول الى الرئيس وفعلا دخل بعد ان اذن له الرئيس بالدخول وخرجا معا حيث بقيا يتحادثان بالرواق مدة عشر دقائق...



وقد كان بالرواق مروان المبروك زوج سيرين بن علي واقفا بصدد الحديث عبر هاتفه النقال ، وقد لاحظ الحاجب ان الرئيس بن علي كان مرتبكا حيث كان يلتفت يمنة ويسرة وكذلك علي السرياطي الذي كان يجيب بين الحين والاخر على مكالمات ترد على هاتفه الجوال وهي ليست من عاداته حيث كان يتخلى عن هاتفه كلما دخل مكتب الرئيس بن علي..



واثر انصراف علي السرياطي المفاجئ توجه الرئيس مسرعا الى مكتبه وفي حدود الساعة الرابعة غادر المكتب مروان المبروك وسيرين بن علي ثم وفي حدود الساعة الرابعة والربع ، حل بالمكتب كل من علي السرياطي وليلى بن علي وابنهما محمد زين العابدين وابنتها حليمة وخطيبها مهدي بنقايد حيث كانوا مسرعوا الخطى بشكل لافت للانتباه وتبدو عليهم ملامح الذعر والخوف..



وقد هم الرئيس بن علي بالمغادرة معهم حيث نظر في ساعته وكانت تشير الى الرابعة والربع بالتحديد وقال له الرئيس بن علي حرفيا " اقعد غادي هاني راجع نشيع الجماعة وهاني جاي " اي ابق مكانك ساعود سارافق الجماعة ثم اعود"..



وفعلا بقي الحاجب بمكانه حتى قدوم الوزير الاول محمد الغنوشي ورئيس مجلس النواب فؤاد المبزع ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال مرفوقين بالمسؤولين الامنيين في القصر يتقدمهم سامي سيك سالم..



وقد طلب منه سامي سيك سالم فتح مكتب الرئيس بن علي لكونه المسؤول عن مفاتيحه بغرض القيام بتصوير كلمة موجهة الى الشعب التونسي، سيتولى السيد فؤاد المبزع إلقائها فرفض ذلك واجابه حرفيا بانه لا يمكنه ان يفتح له المكتب " انا ما نجمش نحللك البيرو"..



فاجابه سامي سيك سالم قائلا "الرئيس راهو غادر الرئيس ماهوش في تونس مشى على روحو" اي الرئيس غادر البلاد وهو غير موجود في تونس الرئيس ذهب "..



واستغرب الامر لان سامي سيك سالم قد خاطبه بحدة واقترح على من معه القيام بالتسجيل في القاعة المجاورة لمكتب الرئيس حيث بلغ عدد من كانوا هناك حوالي 15 شخصا تجمعوا في القاعة وعند الانتهاء من تصوير الكلمة طلب منه سيك سالم في حدود الساعة السابعة مساء توفير مكان خاص لاقامة كل من الوزير الاول ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين بالقصر الرئاسي فتحول مع سيك سالم الى الجناح الخاص بالقصر الرئاسي..



ثم عاد ليجلس مكانه امام مكتب الرئيس وفي الاثناء وردت عليه مكالمة من طرف الرئيس بن علي تلقاها على هاتفه الجوال عبر موزع القصر الرئاسي فطلب منه موزع الهاتف تمرير الهاتف الى الوزير الاول لان الرئيس بن علي يريد مكالمته..



فسلم هاتفه الى احد الاعوان وطلب منه ادخال الهاتف الى الوزير الاول لان الرئيس على الخط ، وبعد فترة قصيرة ارجع له الاعوان هاتفه النقال بينما خرج من القاعة سامي سيك سالم غاضبا رافضا ان يتم تمرير اي مكالمة هاتفية اخرى ..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire