Pages

lundi 16 janvier 2012

ليلى تقود سيارة في الركب الرئاسي

ليلى تقود سيارة في الركب الرئاسي

ليلى بن علي
ليلى بن علي

موكب الركب الرئاسي من تسعة سيارات كانت زوجته ليلى تقود إحداها بسرعة جنونية وتقل الرئيس وابنه لتصل الى الثكنة العسكرية بالعوينة وتقف مباشرة امام الطائرة الرئاسية التي كانت تتزود بالوقود داخل المستودع في مخالفة لقوانين السلامة. وفي تلك اللحظات قرر بن علي السفر قائلا للحاضرين انه يريد مرافقة عائلته الى جدة والعودة الى بلاده. هنا لا احد متأكد ان كان بن علي خطط مبكرا لخروجه ام ان قياداته العسكرية طلبت منه الخروج.
شخصيات سيتكرر اسمها في التحقيقات هي:

1. زين العابدين بن علي الرئيس حكم تونس منذ 1987 .

2. ليلى بن علي زوجة الرئيس التي كانت الاحتجاجات الشعبية تستهدفها بالاساس هي وعائلتها نتيجة الفساد المالي الكبير الذي بات القاصي والداني يعلمه عنها في تونس والخارج وقد تم استهداف منازل اسرتها بالحرق والنهب كما هرب شقيقها بلحسن الطرابلسي في نفس اليوم عبر البحر الى مالطا .

3. الجنرال علي السرياطي ، مدير عام جهاز امن الرئيس وقد لعب دورا محوريا في الاحداث .
رضا قريرة
رضا قريرة
4. رضا قريرة وزير الدفاع التونسي الذي لعب دورا اساسيا ويبدو دوره غامضا في عديد المواقف
5. الجنرال رشيد عمار رئيس اركان جيش البر والذي كان يحظى بشعبية واسعة
6. محمد الغنوشي الوزير الاول (اي رئيس الوزرا) الذي تولى رئاسة الدولة مؤقتا لمدة ساعات ثم استنادا الى الدستور تم التحول الى الفصل 57 حيث تولى رئيس مجلس النواب الرئاسة .

7. المقدم سمير الطرهوني رئيس فوج مكافحة الارهاب الذي تحرك دون اذن من قيادته واقتحم المطار لايقاف عائلة الرئيس وزوجته علما ان الرئيس في حينه كان في قصر قرطاج .

8. العقيد سامي سيك سالم رئيس فرقة حماية القصر الرئاسي بقرطاج الذي اتخذ قرارا تاريخيا بدعوة الوزير الاول الذي تولى الحكم .

9. محسن رحيم مدير التشريفات الرئاسية الذي تولى التنسيق والاعداد لرحلة الرئيس بن على الى جدة .

10. غزوة وسيرين بنات الرئيس السابق اللتين كانتا معه صبيحة ذلك اليوم واليوم الذي سبقه
كما توجد شخصيات ثانوية ساهمت في الصف الثاني في الاحداث ومن ابرزها:

قائد الطائرة الرئاسية، وخادم الرئيس الخاص (الحاجب)، وعدد من مضيفات الطائرة، وآمر مطار تونس قرطاج الدولي .
الشاهد: سامي سيك سالم ، عقيد بالإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية ، ومكلف بحماية القصر الرئاسي

في يوم الاثنين 10/01 /2011 تلقى تعليمات من السرياطي مديره المباشر ، تقضي باتخاذ الاحتياطات الامنية الاستثنائية بتعزيز حماية القصر الرئاسي بقرطاج وجميع المراكز التابعة للرئاسة ، وقد تم تنفيذ تلك التعليمات الى غاية يوم الخميس 13 /01 /2011 حيث حضر في اجتماع باشراف المدير العام للامن الرئاسي بمكتبه وقد تمحور الاجتماع حول اتخاذ الاحتياطات القصوى وبداية العمل بنظام 12/12 اي كل فرد يعمل 12 ساعة متواصلة ويركن الى الراحة 12 ساعة.

وأثناء هذا الاجتماع تلقى علي السرياطي مكالمة هاتفية من الرئيس السابق وقد رد السرياطي بحضور الجميع مخاطبا الرئيس ، بأن البلاد اصبحت تعيش حالة عصيان مدني وانه تم تركيز نقاط حراسة إضافية وغلق جميع المنافذ المؤدية الى القصر الرئاسي بقرطاج من جميع الجهات ومضاعفة عدد اعوان الحراسة ببقية المقرات الرئاسية وتم تمكين الاعوان العاملين بالزي المدني من مسدسات.

وفي مرحلة ثانية يوم 14 /01/2011 تم تمكين الاعوان من سلاح بيريتا ومخزن ب 20 طلقة وتم الامر بارتداء الازياء القتالية كما تحولت بعض وحدات المرافقة الى بعض مساكن زوجة الرئيس السابق لاخراجهم من بيوتهم بعد التهديدات التي بلغتهم وحالة الذعر التي باتوا عليها.

وفي يوم 14/ 01 /2011 تم اتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية ومتابعة الاوضاع بدقة عالية، وقد ترددت عبر اجهزة اللاسلكي معلومات عن اعتزام مجموعات من المتظاهرين قادمين من جهة حي الكرم الوصول إلى القصر الرئاسي بغاية الاعتصام.

وفي حدود الساعة الرابعة عصرا حينما كان العقيد سالم سيك سالم يجري عملية تفقد على وحداته وفي طريق عودته اعترضته سيارة اودي سوداء اللون يقودها المدير العام للامن الرئاسي علي السرياطي ويرافقه محسن رحيم المدير العام للتشريفات وقد كانت السيارة تسير بسرعة غير عادية، حينها سمع سالم سيك سالم عبر جهاز اللاسلكي اليدوي الذي يحمله مكالمة تخبر عن مغادرة الرئيس القصر.

إثرها وردت مكالمة ثانية تفيد بان الركب لم ينعطف باتجاه مقر اقامة الرئيس بسيدي بوسعيد، فتوجه سيك سالم مباشرة الى قاعة العمليات ، ومنها تم اعلامه ان الموكب الرئاسي متجه الى المطار الرئاسي حيث يتم اعداد الطائرة الرئاسية.

وفي قاعة العمليات استمع سالم سيك سالم الى عديد الاتصالات عبر اجهزة اللاسلكي تفيد "اعتزام عدد 7 سبعة الاف من سكان جهة المرسى و5 خمسة الاف من متساكني جهة الكرم مهاجمة القصر الرئاسي، ومكالمة تتحدث عن توجه بارجة حربية الى القصر من ناحية البحر، ومكالمة تتحدث عن اعتزام طائرة مروحية مهاجمة القصر، فاتصل بالمقدم الياس الزلاق رئيس ادارة مرافقات الرئيس ، واستفسره عن هذه الاحداث فاعلمه بانه لا علم له بما يجري ثم اخبره انه تلقى اتصالا من المدير العام للأمن الرئاسي علي السرياطي يطلب منه فيها أي الياس الزلاق الالتحاق به في المطار.



فقام سالم سيك سالم بالاتصال مستخدما هاتفه الجوال بعلي السرياطي لكنه لم يجبه فتعاظمت مخاوفه وازداد ارتباكه ، وقام بالاتصال بمديره المباشر في العمل العقيد عدنان الحطاب وطلب منه توضيح ما يجري من احداث خاصة وانه هو اعلى مسؤول في الامن الرئاسي موجود بالقصر الرئاسي.

لكن اجابة مديره المباشر كانت محيرة وباعثة على المزيد من الخوف حيث اعلمه حرفيا بأنه غير موجود وطلب من " البحث عن مكان للاختباء " قائلا له باللهجة التونسية " شوف تركينة وتخبي راسك " عززت كلمات عدنان الحطاب من مخاوف سالم الذي يعد المسؤول المباشر عن عشرات الاعوان والضباط المكلفين بحماية القصر والذين بدت عليهم علامات التوتر والخوف من المجهول حيث باتت حياتهم مهددة بسبب ما تلقوه من انباء تتحدث عن مهاجمة القصر الرئاسي الذي يتولون حراسته.

كان التوتر سيد الموقف بدا البعض في مغادرة نقاط عملهم ، وعم الهلع ارجاء القصر الرئاسي بقرطاج وشعر الجميع بخطورة التهديدات ، حينها عاد سالم سيك سالم الى قاعة العمليات وطلب الاتصال بالجنرال رشيد عمار رئيس اركان جيش البر الذي كان حينها يتولى تنسيق العمليات في وزارة الداخلية ، وحينما كان عامل الهاتف يجتهد في تامين اتصاله بالجنرال ، اتصل عبر هاتفه بالنقيب بشير شهيدة التابع لجهاز امن الرئيس والمكلف بحماية الوزير الاول وكان حينها في القصبة ، فطلب منه سالم سيك سالم الدخول على الوزير الاول وتمكينه من محادثته عبر هاتفه ، وفيما تحرك البشير شهيدة في اتجاه مكتب الوزير الاول تلقى سالم من موظف البدالة اتصالا اخبره خلاله انه تمكن من الاتصال بقاعة عمليات وزارة الدفاع الوطني حيث كان قد طلب منه تامين اتصاله بالجنرال رشيد عمار ولكن على الطرف الاخر كان الجنرال احمد شابير الذي حل محل الجنرال رشيد عمار في تنسيق العمليات بوزارة الدفاع بعد ان تحول الجنرال عمار الى وزارة الداخلية لتنسيق العمليات الامنية هناك.

لكن سيك سالم اخبر الجنرال شابير انه يود الحدث بشكل شخصي مع رشيد عمار فاخبره انه يمكنه الاتصال به في وزارة الداخلية ، عندها تلقى اتصالا من الضابط البشير شهيدة وكان قد وصل الى مكتب الوزير الاول محمد الغنوشي وقام بتامين الاتصال بين الطرفين ، فأعلم سالم سيك سالم الوزير الاول بان الرئيس قد هرب مع عائلته وان تونس امانة في رقبته قائلا باللهجة التونسية " راهو الرئيس هز عائلتو وهرب وتونس امانة في رقبتك ".

وقال له لا تتركنا نتوه جميعا في المجهول "ما تخليناش نضيعوا الناس الكل" وكان في حالة من الارتباك والخوف الذي بدا من صوته وهو يتحدث بهذه العبارات الى الوزير الاول، الذي اخبره انه ليس هو المعني بالامر وانه يتعين حضور كل من رئيس مجلسي النواب والمستشارين ورئيس المجلس الدستوري ، فاعلمه سالم سيك سالم بانه سيرسل له سيارة مصفحة لاحضاره من مكتبه بالقصبة الى القصر الرئاسي بقرطاج وانه سيتولى احضار رؤساء المجالس التي ذكرها السيد محمد الغنوشي.

وقد قام بتوفير السيارات وارسل بها صحبة ضباط الى منازل المذكورين، وفي انتظار وصولهم، وأمام حالة الفوضى التي كان عليها الوضع في القص، وحالة الهلع التي كان عليها الاعوان خرج الى الساحة الرئيسة وطلب تجميع الاعوان وقام برفع معنوياتهم بالقول نحن هنا نعمل لحماية رئيس الدولة وليس أمن بن علي ، اريدكم رجالا وابطالا ويتعين على كل منكم ملازمة مكانه ويتعين عدم إطلاق اية رصاصة دون اذني المباشر ايا كانت الاسباب ، وفي الاثناء وصل السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب والسيد عبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين ثم الوزير الاول السيد محمد الغنوشي ، وبوصول الجميع جلسوا بقاعة العمليات التابعة للامن الرئاسي بغرض تسجيل كلمة رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع الذي كان يجلس امام كاميرا التلفزة التونسية لكنه سرعان ما نهض من على الكرسي معتذرا عن القيام بهذه العملية لكونه مريضا ولا يقدر علي ذلك مرشحا رئيس مجلس المستشارين للقيام بهذه المهمة.

حينها انتفض سالم سيك سالم صارخا ،لا لايمكن ان يكون ذلك هو الشخص المطلوب لان البلاد ستزداد احتراقا بمجرد ظهوره ، قائلا باللهجة التونسية " لا هذاكا لا البلاد تزيد تشعل " عندها تدخل مباشرة السيد محمد الغنوشي الوزير الاول مستظهرا بكتيب الدستور وقال " يمكن الاعتماد على الفصل 56 من الدستور.

ودخلوا الى احدى القاعات حيث تم تحرير كلمة الوزير الاول التي القاها امام كاميرا التصوير التلفزيوني ، ثم طلب من محافظ الشرطة يوسف ساسي ايصال الشريط الى التلفزيون التونسي ، وبثه بعد ان نسق مع مع ادريس بن يوسف المسؤول عن التنسيق بين الرئاسة والتلفزة التونسية.

وفي الاثناء تلقى اتصالا من مديره المباشر عدنان الحطاب مستفسرا عن الاوضاع فطلب منه الالتحاق به فورا بالقصر الرئاسي دون الخوض في التفاصيل عبر الهاتف ، ثم تمكن موزع الهاتف من ربطه بالجنرال رشيد عمار من وزارة الداخلية، حيث طلب منه سالم سيك سالم وهو في حالة من الارتباك الحضور الى القصر الرئاسي بقرطاج فاعلمه ان يتلقى فقط التعليمات من وزير الدفاع وحينما وصل العقيد عدنان الحطاب سرد عليه جميع التفاصيل وطلب منه تولى الاشراف على الوضع باعتباره رئيسه المباشر وامام حالة الانهيار التي بات عليها اخبره انه لم يعد قادرا على مواصلة العمل حيث اتجه الى مكتبه .

العقيد عدنان الحطاب – نائب مدير الامن الرئاسي

كان يتابع الاوضاع التي تدور امام وزارة الداخلية ويستمع من مكتبه الى جهاز اللاسلكي وفي حدود الساعة الرابعة والنصف علم بمغادرة الرئيس السابق وعائلته في اتجاه المطار من جهة القاعة الشرفية الرئاسية وقد تلقى اتصالا مباشرا من المدير العام علي السرياطي اخبره انهم يعتزمون السفر الى جدة بالمملكة العربية السعودية لاداء مناسك العمرة .

علم بان علي السرياطي ومحسن رحيم قد حملا معهما جوازي سفرهما وفي حدود الساعة الخامسة أعلمه علي السرياطي ان الفرقة المختصة من طلائع الحرس وفوج مكافحة الارهاب قد تولت تعطيل الطائرة الرئاسية ، فاتصل بالمقدم سمير الطرهوني وقال انه جدت مناوشة بينهما حينها اتصل بالمقدم العربي الاكحل رئيس الوحدة المختصة بالحرس الوطني الذي مرر الهاتف الى سمير الطرهوني

فقال له حرفيا " ان كنت ترغب في معرفة حقيقة الامر عليك الاتصال بالجنرال رشيد عمار "فقام عدنان الحطاب بالاتصال من موزع الهاتف بالقصر الرئاسي بالجنرال رشيد عمار قائلا " إحتراماني مون جنرال انا الان اريد ان اعرف مالذي يتعين علي فعله ؟ فاجابه الجنرال رشيد عمار " يعيش ولدي رد بالك على الاعوان اللى معاك وعلى روحك وعلى السلاح اللي على ذمتك وانت من توة راك المسؤول على الوحدة متاعك .. رد بالك رد بالك عيش ولدي " وهو ما معناه " أنتبه جيدا وحافظ على الاعوان التابعين لادارتك وانتبه لنفسك وللسلاح الموضوع تحت تصرفك وانت من الان تعد مسؤولا عن الوحدة التابعة لك انتبه انتبه".

الساعة الرابعة عصرا في احد الممرات بادارة الامن الرئاسي التقى عدنان الحطاب بالمدير العام للامن الرئاسي الذي اخبره ان الرئيس وعائلته سيتوجهون الى السعودية لاداء العمرة.
اصدر تعليمات للفرقة البحرية التابعة للامن الرئاسي بتامين النقاط المطلة على البحر ، كما تلقى عديد الاتصالات والمعلومات من الاطارات التابعة للامن الرئاسي تخبره بوقوع عدة مظاهرات في الاحياء الشعبية القريبة من القصر الرئاسي .

يوم 14 جانفي وحال علمه بمغادرة الرئيس السابق توجه الساعة الخامسة والنصف الى منزل شقيقته بالمنزه التاسع واثناء وجوده بالمنزل تلقى اتصالا من المقدم الياس الزلاق المسؤول عن الموكب الرئاسي يساله ان كان بامكانه ارسال سيارتين احداهما مصفحة الى الوزير الاول محمد الغنوشي بطلب من العقيد سامي سيك سالم حينها اتصل بالعقيد سامي سيك سالم هاتفيا والذي طلب منه الحضور فورا الى القصر الرئاسي دون ذكر تفاصيل .

يؤكد عدنان الحطاب انه استمع عبر اللاسلكي الساعة الرابعة عصرا الى معلومة مفادها قدوم طائرة عسكرية باتجاه القصر الرئاسي وان علي السرياطي قد اعطى الاوامر باطلاق النار عليها ثم سرعان ما تراجع وطلب عدم اطلاق النار .

الضابط الذي اتصل بمحمد الغنوشي


النقيب بشير شهيدة – رئيس فرقة حماية الوزير الاول

كان بمقر الوزارة الاولى يوم 14 يناير وفي حدود الساعة الخامسة وحسبما كان الوزير الاول محمد الغنوشي يتهيأ للمغادرة باتجاه محل سكناه ، كان الوضع الامني متوترا في مختلف الشوارع والطرقات التي من المعتاد ان يسلكها موكب الوزير الاول حيث كانت هناك معلومات عن وجود مظاهرة ضخمة بنحو أربعة الاف متظاهر في مستوى مفترق باب سعدون وقد بقي الوزير الاول بمكتبه الى غاية حلول فريق تابع لامن الرئيس تولى نقله الى القصر الرئاسي بقرطاج في حدود الساعة الخامسة والنصف.

في حدود الساعة الخامسة و47 دقيقة تلقى اتصالا من العقيد سامي سيك سالم وطلب منه تمرير الهاتف الى الوزير الاول محمد الغنوشي للحديث معه في امر هام واكيد وقد قام بالتحول الى مكتب الوزير الاول الذي وجده لوحده ومكن الوزير الاول من هاتفه الجوال دون اين يعلم بفحوى المكالمة التي دارت بين العقيد سامي سيك سالم والوزير الاول .
توزيع العمل في الامن الرئاسي

بداية من يوم 12 يناير تم تجميع الفرق الخمسة المكلفة بالحماية وتم تقسيمهم الى مجموعتين تضم كل واحدة 88 عونا تعمل الاولى من السابعة صباحا الى السابعة مساء والثانية من السابعة مساء الى السابعة صباحا مع وجود فرقة احتياط بثكنة قمرت في حالة تاهب وبالنسبة للاسلحة يعمل الاعوان في الامن الرئاسي منذ اربعة سنوات من دون اسلحة حيث يقتصر مسكها على رؤساء الفرق والقيادات وآمري الفصائل وقبل يوم 14 يناير تم تمكين جميع الاعوان من اسلحة مختلفة حسب طبيعة العمل الموكول لكل فرد .

الساعة 16:25 دقيقة على مستوى مفترق المعلقة قرب القصر الرئاسي مر الموكب الرئاسي بطريقة غير اعتيادية تبعث على الشك والريبة في اتجاه سيدي بوسعيد

يوسف بن حمادي الملازم بامن رئيس الدولة هو من تم تكليفه بحمل الشريط المسجل الذي يتضمن كلمة الوزير الاول الى التلفزيون التونسي حيث شاهده عند البث مباشرة .
حوالي الساعة 16:30 اتصل فوزي درويش رئيس فرقة الارشاد التابعة للامن الرئاسي بمدير عام الامن الرئاسي علي السرياطي واخبره ان إمراة اصيلة منطقة مارث موجودة بمنطقة قرطاج ترغب في مقابلة الرئيس بن علي لكي تعلمه ان الوضع خطير وبوجود مؤامرة جارية في ذلك التوقيت .
قصر قرطاج يشهد فوضى عارمة
المقدم الياس الزلاق – المسؤول عن المرافقات الرسمية والخاصة بالامن الرئاسي

بتاريخ 23 ديسمبر 2010 تحول في مهمة مرافقة خاصة للرئيس بن علي وزوجته الى دبي وكانت رحلة عائلية حيث كان ابن الرئيس محمد زين العابدين وابنته حليمة وخطيبها مهدي بنقايد كانت الرحلة ترفيهة حيث اقام الرئيس بن علي واسرته في منتجع اتلنتيس وقام بزيارة بعض المعالم الهامة بدبي من ضمنها القرية العالمية.

وكان علي السرياطي ضمن الرحلة التي عاد خلالها الرئيس يوم 28 ديسمبر 2010 ،وقد وردت عليه بداية من يوم 12 يناير تعليمات من علي السرياطي تقضي بحماية مقرات افراد عائلة الرئيس ويم 13 يناير كان الرئيس بن علي حاضرا بالقصر الرئاسي طيلة اليوم خلافا لعادته حيث كان يحضر في الحصة الصباحية فقط وقد تلقى تعلميات بتجهيز اليخت " عليسة " وعدد ثلاثة سيارات مصفحة خلف المقر الرئاسي الخاص بسيدي الظريف وذلك تحسبا لاي عملية اجلاء قد تتم عند الطوارئ وحسب التعليمات عند محاولة هجوم المتظاهرين على القصر الرئاسي .

ويوم 14 يناير ومنذ الصباح تواصل ورود معلومات حول اعتزام مجموعات من المواطنين التقدم باتجاه القصر الرئاسي والاعتصام بجواره ، كما بلغه اعتزام المتظاهرين بشارع الحبيب بورقيبة التوجه الى القصر الرئاسي بقرطاج.

وفي حدود الساعة الحادية عشر والنصف تلقى تعليمات بجلب بعض افراد عائلة الطرابلسي من منازلهم الى المقر الرئاسي بسيدي الظريف كما تلقى مكالمة هاتفية من رئيس فرقة تامين الطائرات اعلمه بتلقي تعليمات تقضي بتهيئة الطائرة الرئاسية تاهبا للمغادرة.
الشعب يرفض ابن علي

وفي الاثناء تلقى اتصالا من علي السرياطي يطلب منه الحضور بمكتبه حيث وجد العقيد عدنان الحطاب عنده ، وقد طلب عدنان الحطاب اعلام الرئيس بن علي ان الشعب اصبح يرفضه رفضا مطلقا وان استقالته من الحكم اصبحت ضرورة مؤكدة للحفاظ على امن البلاد ناهيك ان اعوان الادارة غير مستعدين لاطلاق النار على المتظاهرين واسالة الدماء، عندها اعلمه ان الطائرة الرئاسية تم الشروع في تهيئتها فاجابه السرياطي انه على علم بذلك وان المغادرة ستتم على الساعة الخامسة مساء.

ثم غادر الثلاثة مكتب السرياطي الذي اتجه مباشرة الى مكتب بن علي ، وغادر الياس الزلاق القصر الرئاسي لتفقد المسلك حيث وجد الفرق هناك في حالة تاهب وطلب منهم عدم استخدام الاسلحة في الاشتباك مع المواطنين والاكتفاء بالعصي وقنابل الغاز المسيل للدموع واثناء جولته تلقى معلومة حول اعتزام مجموعة من المواطنين قادمين من المرسى مهاجمة المقر الرئاسي بسيدي الظريف..

وبوصوله مفترق الامتياز تلقى مكالمة هاتفية من علي السرياطي يساله فيها " هيا وينك باش نغادرو ؟ " -أين انت سنغادر الان- فاعلمه ان بمفترق لافلاز حيث توجد مجموعة من المواطنين تعتزم مهاجمة القصر فطلب منه السرياطي البقاء هناك ثم اعاد الاتصال به ثانية وقال له " خيانة .. خيانة .. أتصل بسمير الطرهوني " وباتصاله بسمير الطرهوني لاستفساره عن الامر شتمه الاخير وقال له " لو انت رجل تعال الى المطار "..

فأعلم السرياطي بالموضوع حيث طلب منه الاخير القدوم الى المطار بصحبة سيارتين من المرافقات الخاصة ، حينها قام الياس الزلاق بالاتصال بالعقيد عدنان الحطاب واخبره بالامر فطلب منه تطبيق التعليمات وعلى مستوى طريق جامع العابدين وهو في اتجاه المطار للالتحاق بالسرياطي اتصل به العقيد سامي سيك سالم وطلب منه توفير سيارت مصفحة لاستقدام الوزير الاول ، وبوصوله امام ثكنة الجيش الرئاسي بالعونية فتح له احد العسكريين الباب وتوجه مباشرة نحو مستودع الطائرة الرئاسية وبوصوله وجد الرئيس بن علي الذي كان يضع يده اليسرى بجيبه.

وكانت ملامحه غير عادية والمدير العام علي السرياطي فتوجه اليهما واعلمهما بما درا بينه وبين سمير الطرهوني وشاهد الرئيس بن علي يتحادث مع زوجته ليلى بن علي وهما يروحان جيئة وذهاب بجانب الطائرة الرئاسية وشاهد حلول سيارة يقودها السائق الشخصي لليلى بن علي وعلى متنها بعض من افراد عائلتها وقد سمع زوجة الرئيس تقول صارخة " اش مجيبهم هاذم ؟ " مالذي اتى بهؤلاء ؟.

اثر ذلك طلب منه علي السرياطي تامين اقلاع الطائرة عندها ونظرا لعلمه بوجود المقدم سمير الطرهوني وفرقته بالمطار طلب من السرياطي الاتصال بالجيش للتحول الى المطار ومعرفة ما يجري من اجل تجنب المصادمية الحتمية بين قوات نظامية ، فاخبره السرياطي انه حاول الاتصال ولكنه لم يتمكن من ذلك ، وقد كانت تلك اللحظات قاسية على الاعوان المسؤولين عن حماية الرئيس حيث بدا الارتباك والخوف عليهم بسبب احتمال المواجهة مع قوات اخرى.

وفي الاثناء اتجهت ابنة الرئيس بن علي حليمة الى علي السرياطي تستفسره عن حقيقة ما يجري فطمأنها الاخير وشاهد صعود كل من حليمة ابنة الرئيس وخطيبها مهدي بنقايد والرئيس بن علي وزوجته الى الطائرة الرئاسية في حين بقي افراد عائلة الطرابلسي الذين التحقوا بالركب بجوار الطائرة حيث لم يسمح لهم بالصعود ،
عشوائية الحماية الرئاسية

كان اعوان الحماية الرئاسية يعتقدون ان الطائرة ستقلع من جهة المطار الدولي الا انها اقلعت من جهة المطار العسكري وقد تمت حماية الطائرة بناء على تعليمات السرياطي وحين اقلاعها عاد الياس الزلاق مع اعوانه الى مستودع الطائرة الرئاسية حيث سجل ابتهاج في صفوف الاعوان لنجاح مهمتهم في تامين اقلاع طائرة الرئيس.

في تلك الظروف دون اية مواجهات او خسائر تذكر حتى ان البعض منهم كان يبكي من هول الموقف وشدة الفرح وفي الاثناء تلقى اتصالا من علي السرياطي يطلب منه الالتحاق بمقر القيادة بالقاعدة الجوية بالعوينة حيث اقلعت الطائرة وبوصوله وجد السرياطي يتحدث على الهاتف مع شخص يدعى سليم يطلب منه الاسراع بالحضور لوجود طائرة عسكرية.

عندها توجه بالسؤال الى الياس المنكبي وهو عقيد بجيش الطيران مستفسرا " توة آش نعمل اهوكا يحكي على طائرة 630 " اي " الآن ماذا افعل انه يتحدث عن طائرة عسكرية ؟..

فأجابه المنكبي " برة روح شد دارك " اذهب الى منزلك " فساله مجددا واعواني ؟ فقال له خذ اعوانك وارحل " عندها توجه الى مدير التشريفات محسن رحيم فطلب منه ان يرافقه في الخروج وان يستاذن السرياطي فذهب رحيم للقاء السرياطي ثم عاد ليخبره انه اذن لهم بالمغادرة..

اثر ذلك دخل الياس الزلاق على السرياطي ليستأذن منه المغادرة فاذن له وطلب منهم ان تكون المغادرة على دفعات وليس جميع الركب حتى لا يثيروا الانتباه، فغادر الياس الزلاق الثكنة في اتجاه القصر مصحوبا بمحسن رحيم مدير التشريفات

وعلم ان الوزير الاول محمد الغنوشي قد اخبر الرئيس بن علي انه محتجز من قبلهم اثر ذلك تلقى اتصالا من قريبه الضابط في الجيش الوطني والذي يعمل مباشرة مع رشيد عمار وطلب منه ان رشيد عمار يرغب في الحديث معه وفعلا اتصل به رشيد عمار وساله عن كيفية الخروج من الوضعية التي كانوا فيها واشار عليه بتامين مغادرة كل من الوزير الاول ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين..

وقد تولى تهيئة السيارات التي ستقلهم ثم عاود الاتصال برشيد عمار ليعلمه انهم سيغادرون بعد خمس دقائق .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire