Pages

lundi 16 janvier 2012

سليم الاحسن – نقيب رئيس مصلحة التدخل بامن رئيس الدولة

سليم الاحسن – نقيب رئيس مصلحة التدخل بامن رئيس الدولة

ليلة 13 جانفي وفي حدود الساعة الثامنة مساء تلقى تعليمات تقضي بالتحول لجلب شقيقة ليلى الطرابلسي جليلة الطرابلسي من منزلها بجهة صلامبو وقد وجدتها فرقته مختبئة بمنزل جارتها حيث تم نقلها الى مقر الاقامة الرئاسية بسيدي الظريف وقد تم تكليفه بنقل افراد عائلة ليلى الطرابلسي حيث كانت بيوتهم مهددة وقام بتامينهم بالمقر الرئاسي بسيدي الظريف صبيحة يوم 14 جانفي حيث كانت الاضطرابات تستهدف منازل افراد العائلة وبعض المنشآت..


الساعة 11:30 عاد الى القصر الرئاسي بقرطاج كلفه الياس الزلاق بمهمة ضابط الركب وطلب منه اعداد اليخت الرئاسي عليسة وفي الاثناء كان يستمع الى مكالمات ترد تباعا عبر جهاز اللاسلكي تتحدث عن قيام المتظاهرين بالهجوم على الوحدات والمقرات الامنية ومكالمات تتحدث عن اعتزام المتظاهرين التوجه الى القصر الرئاسي بقرطاج وقد لاحظ وهو في القصر الرئاسي وجود سيارات بنات الرئيس بن علي غزوة وسيرين..



وبالسؤال اخبر انهم متواجدتان بمكتب الرئيس مع والدهما كما شاهد ابنة الرئيس الصغرى حليمة تبكي والى جانبها خطيبها مهدي بنقايد، وقد شاهد حينما كان بجانب الركب بالجناح الخاص بالقصر الرئاسي طائرة مروحية تحلق على مستوى منطقة حلق الوادي فاتصل بقاعة العمليات وأعلم رئيسها بوضعية الطائرة فطلب منه الترقب للتثبت بعدها استمع على جهاز اللاسلكي الى صدور تعليمات الى جميع الوحدات تقضي باطلاق النار على الطائرة حال اقترابها من القصر الرئاسي، وكان يلاحظ التنقلات المستمرة لعلي السرياطي وتردده في مناسبات عديدة على مكتب الرئيس بن علي..



الساعة الثالثة والنصف علم عبر جهاز اللاسلكي بتقدم سيارة ادارية محملة باسلحة الاعوان التابعين لشرطة اقليم قرطاج الى احدى نقاط الحراسة التابعة للقصر الرئاسي لغرض تامين السلاح بعد ان وردت عليهم تعليمات باخلاء المقر ..



ثم استمع عبر جهاز اللاسلكي الى مكالمة تخبر بمغادرة زوجة الرئيس ليلى بن علي المقر الرئاسي الخاص في اتجاه القصر وبعد فترة قصيرة حلت بالقصر الرئاسي سيارة لنكولن تقودها ليلى بن علي بالقصر الرئاسي وتوجهت مباشرة الى ساحة الديوان الرئاسي ونزلت وابنها باتجاه مكتب الرئيس بن علي..



وفي تلك اللحظات وصل كل من علي السرياطي مدير الامن الرئاسي ومحسن رحيم مدير التشريفات على متن سيارة اودي سوداء اللون ودخلا مكتب الرئيس بن علي وبعد وقت قصير خرج كل الرئيس بن علي وابنه محمد وزوجته ليلى وعلي السرياطي ومحسن رحيم عندها توجه سليم الاحسن بالسؤال للسرياطي عن الوجهة التي يعتزمون التوجه اليها فاجابه بالحرف الواحد " ماشين للعوينة "اي سنتوجه الى ثكنة العوينة"..



ومباشرة صعدت ليلى الطرابلسي سيارتها لينكولن رافقها زوجها الرئيس بن علي وابنهما محمد زين العابدين، في حين استقل السرياطي ومحسن رحيم مدير التشريفات السيارة اودي السوداء وانطلقوا بسرعة جنونية في بداية الركب لتلتحق بهم بقية السيارات وعلى مستوى مفترق المعلقة حصل حادث مرور لسيارة علي السرياطي حيث اصطدم بسبب السرعة المفرطة بسيارة مدنية وعلى مستوى مدينة عائشة للسيارات تجاوزت السيارة التي تقودها ليلى الطرابلسي الركب واصبحت في المقدمة حيث كانت ليلى هي من يقود السيارة بسرعة تتجاوز 150 كيومترا في الساعة..



ثم التحقت بها السيارة الأمنية الأولى وسيارة علي السرياطي التي اصبحت من جديد في مقدمة الركب، وانعطف الركب للدخول الى القاعدة الجوية العسكرية من جهة الباب الذي يقع في الطريق الوطنية رقم 9 – طريق المرسى – وبعد انتظار لدقائق تم فتح الباب ليسلك الركب الطريق الى مستودع الطائرة الرئاسية دون تسجيل اي تعطيل يذكر..



وبوصولهم بجانب الطائرة ترجل الجميع من السيارات بمن فيهم الرئيس بن علي الذي كانت ملامحه غير عادية ونزلت ليلى بن علي مع ابنها محمد، وشوهدت حليمة ابنة الرئيس بن علي وهي تبكي وبرفقتها خطيبها مهدي بنقايد..



وكان طاقم الطائرة يعمل على تجهيزها للاقلاع بينما كانت شاحنة صهريج تقوم بتزويد الطائرة بالوقود، وفي الاثناء خاطبه علي السرياطي مدير الامن الرئاسي بالقول " النوار ظهرو مع الاخوانجية " اي فوج مكافحة الارهاب تابعين للاسلاميين " فساله النوار متاعنا" اي الوحدات الخاصة التابعة للامن الرئاسية" فاجابه السرياطي " لا النوار متاع الداخلية متمركزين في المطار وممكن ما يخليوش الطائرة تطير"..



يعني أن "فوج مكافحة الارهاب التابع لوزارة الداخلية وهم متمركزون بالمطار وقد لا يسمحون للطائرة الرئاسية بالاقلاع"، ثم توجه السرياطي نحو الرئيس بن علي الذي كان يتحدث عبر الهاتف فقام بابلاغ الوحدات الراجعة له بالنظر بالامر الذي اثار استغرابهم وفي الاثناء وصل رئيسه المباشر الياس الزلاق وتوجه الى علي السرياطي ليتحادث معه..



ثم توحه نحوه الاحسن مستفسرا عن الوضع فاعلمه الياس الزلاق انه اتصل بالمقدم سمير الطرهوني الذي اعلمه انه بصدد القبض على عائلة الطرابلسي بالمطار بعدها تم الاتفاق بعد استشارة العقيد عدنان الحطاب على تطبيق التعليمات القاضية بتامين عملية اقلاع الطائرة .
توجه علي السرياطي مخاطبا كل من الاحسن والياس الزلاق والنقيب البلعزي " تقدوا رواحكم ولا لا " اي انكم قادرون على انجاح هذه المهمة اولا " ويقصد بذلك تامين اقلاع الطائرة الرئاسية " وكان ذلك بحضور الرئيس بن علي"..



تم الاتفاق على فتح طريق الطائرة اي ممر الاقلاع بواسطة سيارتين مصفحتين وتامين بقية جوانبها ببقية السيارت ، وقد تم تخيير الاعوان المكلفين بين المشاركة في المهمة من عدمه وبينما كانوا يتحدثون حول خطة التامين تحركت الطائرة الرئاسية وهو الامر الذي اجبرهم على التحرك وقد كان الاحسن يقود احدى سيارات المقدمة التي كانت تسير في الامام تحت الجناح الايمن وسارت الطائرة باتجاه مدرج الاقلاع العسكري .
واثر اقلاع الطائرة توقف الجميع عند مستودع الطائرة الرئاسية حيث سجلوا ابتهاجهم بنجاح العملية دون خسائر تذكر في ظل تلك الظروف وحالة الهلع التي كان عليها الجميع عندها تلقى تعليمات من المقدم الياس الزلاق بعدم السماح لاي من المدنيين ويقصد افراد العائلة الذين بقوا على ارض المطار عند المستودع بالصعود في سيارات الموكب وقد تم ترتيب السيارات في صفين وتحول الى نادي الضباط بالثكنة العسكرية في انتظار التعليمات .
وفي الاثناء حلت بالمكان سيارة مرسيدس سوداء رمادية اللون كان على متنها صهر الرئيس سليم زروق مصحوبا بزوجته غزوة بن علي والتحقا مباشرة بعلي السرياطي ، في الاثناء طلب الياس الزلاق من محسن رحيم مدير التشريفات ابلاغ السرياطي ان الركب جاهز للمغادرة ..



الا ان السرياطي اعلمه ان بامكانه المغادرة لانه سيبقى بالثكنة العسكرية وقد تمت مغادرة الركب في مجموعات تجنبا للفت الانتباه وتوجهوا الى القصر الرئاسي بقرطاج ..
هروب الرئيس وحالة من الذعر


سامي المساكني – مسؤول بالأمن الرئاسي


منذ صباح يوم 14 جانفي دخل السرياطي مكتبه ثم خرج مسرعا حيث كان اغلب الوقت متواجدا قرب الرئيس السابق ، وفي حدود الساعة الثانية ظهرا حل مجددا بمكتبه ،وسال ضابط الشرطة الامجد الدباري عن جوازات سفر وقال باللهجة التونسية متوجها له بالسؤال " تي وينهم الباسسبورات يا لمجد ؟" فاجابه الاخير " دقيقة سيدي المدير العام " ثم سلمه جوازي سفر الاول لمدير التشريفات محسن رحيم والثاني لعلي السرياطي الذي غادر حاملا معه حقيبة جلدية ..



وفي المساء أمام حالة الاضطراب التي بدى عليها القصر خرج الى الساحة الرئيسية وشاهد سالم سيك سالم يتحدث امام الاعوان ويقول امامهم بصوت مرتفع " لقد اتصلت بالمدير العام ولم يجب واتصلت بنائبه السيد عدنان الحطاب ولم يجب ، يا ابنائي ان بن علي قد فرّ من البلاد ، ونحن رجال .. أننا نعمل على حماية رئيس الدولة ولسنا في خدمة بن علي ، وبن علي هرب ونحن رجال ونبقى دوما رجال ، وها انني آمركم ، لا احد منكم يطلق رصاصة مهما كان السبب دون استشارتي "..



وكان عدد الاعوان البالغ عددهم نحو المائة في حالة من الذهول امام هذا الموقف ، الذي بدا فيه سيك سالم مطمئنا لهم ورغم هذه الحالة الا انهم عبروا عن الانصياع لاوامره والانضباط لما قاله ..



تحول سامي المساكني صحبة سائق الى منزل رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع القريب من القصر الرئاسي وتم اصطحابه الى القصر الرئاسي دون ان ينطق بكلمة طيلة المسافة ، ثم عاد من جديد بالسيارة الى منزل عبد القلال رئيس مجلس المستشارين القريب ايضا من القصر وتم اصطحابه ولم ينطق هو ايضا بكلمة..



وحينما وصلوا الى قاعة العمليات ن قرروا الانتقال الى مكتب الرئيس السابق لتسجيل الكلمة وفي هذه الاثناء وصل الوزير الاول محمد الغنوشي على متن سيارة مصفحة مرفوقا بحراسات الامن الرئاسي..



واثناء اعداد القاعة لتسجيل الكلمة دار حوار بين السياسيين الثلاثة حول الحل الذي يتعين التوصل اليه بعد رفض رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع رفض تولي الرئاسة بذريعة مرضه وعدم قدرته على اداء هذه المهمة..



وفي مكتب بجوار مكتب الرئيس السابق اخرج محمد الغنوشي الوزير الاول من جيبه ورقة مخطوطة بخط اليد كتبت بخط ردئ وبها بعض التشطيبات وعبر عن نيته تولي خطة الرئيس المؤقت إعتمادا على الفصل 56 من الدستور ..
قصة الطائرة المروحية والقصر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire