الشاهد: سامي سيك سالم ، عقيد بالإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية ، ومكلف بحماية القصر الرئاسي
في يوم الاثنين 10/01 /2011 تلقى تعليمات من السرياطي مديره المباشر ، تقضي باتخاذ الاحتياطات الامنية الاستثنائية بتعزيز حماية القصر الرئاسي بقرطاج وجميع المراكز التابعة للرئاسة ، وقد تم تنفيذ تلك التعليمات الى غاية يوم الخميس 13 /01 /2011 حيث حضر في اجتماع باشراف المدير العام للامن الرئاسي بمكتبه وقد تمحور الاجتماع حول اتخاذ الاحتياطات القصوى وبداية العمل بنظام 12/12 اي كل فرد يعمل 12 ساعة متواصلة ويركن الى الراحة 12 ساعة.
وأثناء هذا الاجتماع تلقى علي السرياطي مكالمة هاتفية من الرئيس السابق وقد رد السرياطي بحضور الجميع مخاطبا الرئيس ، بأن البلاد اصبحت تعيش حالة عصيان مدني وانه تم تركيز نقاط حراسة إضافية وغلق جميع المنافذ المؤدية الى القصر الرئاسي بقرطاج من جميع الجهات ومضاعفة عدد اعوان الحراسة ببقية المقرات الرئاسية وتم تمكين الاعوان العاملين بالزي المدني من مسدسات.
وفي مرحلة ثانية يوم 14 /01/2011 تم تمكين الاعوان من سلاح بيريتا ومخزن ب 20 طلقة وتم الامر بارتداء الازياء القتالية كما تحولت بعض وحدات المرافقة الى بعض مساكن زوجة الرئيس السابق لاخراجهم من بيوتهم بعد التهديدات التي بلغتهم وحالة الذعر التي باتوا عليها.
وفي يوم 14/ 01 /2011 تم اتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية ومتابعة الاوضاع بدقة عالية، وقد ترددت عبر اجهزة اللاسلكي معلومات عن اعتزام مجموعات من المتظاهرين قادمين من جهة حي الكرم الوصول إلى القصر الرئاسي بغاية الاعتصام.
وفي حدود الساعة الرابعة عصرا حينما كان العقيد سالم سيك سالم يجري عملية تفقد على وحداته وفي طريق عودته اعترضته سيارة اودي سوداء اللون يقودها المدير العام للامن الرئاسي علي السرياطي ويرافقه محسن رحيم المدير العام للتشريفات وقد كانت السيارة تسير بسرعة غير عادية، حينها سمع سالم سيك سالم عبر جهاز اللاسلكي اليدوي الذي يحمله مكالمة تخبر عن مغادرة الرئيس القصر.
إثرها وردت مكالمة ثانية تفيد بان الركب لم ينعطف باتجاه مقر اقامة الرئيس بسيدي بوسعيد، فتوجه سيك سالم مباشرة الى قاعة العمليات ، ومنها تم اعلامه ان الموكب الرئاسي متجه الى المطار الرئاسي حيث يتم اعداد الطائرة الرئاسية.
وفي قاعة العمليات استمع سالم سيك سالم الى عديد الاتصالات عبر اجهزة اللاسلكي تفيد "اعتزام عدد 7 سبعة الاف من سكان جهة المرسى و5 خمسة الاف من متساكني جهة الكرم مهاجمة القصر الرئاسي، ومكالمة تتحدث عن توجه بارجة حربية الى القصر من ناحية البحر، ومكالمة تتحدث عن اعتزام طائرة مروحية مهاجمة القصر، فاتصل بالمقدم الياس الزلاق رئيس ادارة مرافقات الرئيس ، واستفسره عن هذه الاحداث فاعلمه بانه لا علم له بما يجري ثم اخبره انه تلقى اتصالا من المدير العام للأمن الرئاسي علي السرياطي يطلب منه فيها أي الياس الزلاق الالتحاق به في المطار.
فقام سالم سيك سالم بالاتصال مستخدما هاتفه الجوال بعلي السرياطي لكنه لم يجبه فتعاظمت مخاوفه وازداد ارتباكه ، وقام بالاتصال بمديره المباشر في العمل العقيد عدنان الحطاب وطلب منه توضيح ما يجري من احداث خاصة وانه هو اعلى مسؤول في الامن الرئاسي موجود بالقصر الرئاسي.
لكن اجابة مديره المباشر كانت محيرة وباعثة على المزيد من الخوف حيث اعلمه حرفيا بأنه غير موجود وطلب من " البحث عن مكان للاختباء " قائلا له باللهجة التونسية " شوف تركينة وتخبي راسك " عززت كلمات عدنان الحطاب من مخاوف سالم الذي يعد المسؤول المباشر عن عشرات الاعوان والضباط المكلفين بحماية القصر والذين بدت عليهم علامات التوتر والخوف من المجهول حيث باتت حياتهم مهددة بسبب ما تلقوه من انباء تتحدث عن مهاجمة القصر الرئاسي الذي يتولون حراسته.
كان التوتر سيد الموقف بدا البعض في مغادرة نقاط عملهم ، وعم الهلع ارجاء القصر الرئاسي بقرطاج وشعر الجميع بخطورة التهديدات ، حينها عاد سالم سيك سالم الى قاعة العمليات وطلب الاتصال بالجنرال رشيد عمار رئيس اركان جيش البر الذي كان حينها يتولى تنسيق العمليات في وزارة الداخلية ، وحينما كان عامل الهاتف يجتهد في تامين اتصاله بالجنرال ، اتصل عبر هاتفه بالنقيب بشير شهيدة التابع لجهاز امن الرئيس والمكلف بحماية الوزير الاول وكان حينها في القصبة ، فطلب منه سالم سيك سالم الدخول على الوزير الاول وتمكينه من محادثته عبر هاتفه ، وفيما تحرك البشير شهيدة في اتجاه مكتب الوزير الاول تلقى سالم من موظف البدالة اتصالا اخبره خلاله انه تمكن من الاتصال بقاعة عمليات وزارة الدفاع الوطني حيث كان قد طلب منه تامين اتصاله بالجنرال رشيد عمار ولكن على الطرف الاخر كان الجنرال احمد شابير الذي حل محل الجنرال رشيد عمار في تنسيق العمليات بوزارة الدفاع بعد ان تحول الجنرال عمار الى وزارة الداخلية لتنسيق العمليات الامنية هناك.
لكن سيك سالم اخبر الجنرال شابير انه يود الحدث بشكل شخصي مع رشيد عمار فاخبره انه يمكنه الاتصال به في وزارة الداخلية ، عندها تلقى اتصالا من الضابط البشير شهيدة وكان قد وصل الى مكتب الوزير الاول محمد الغنوشي وقام بتامين الاتصال بين الطرفين ، فأعلم سالم سيك سالم الوزير الاول بان الرئيس قد هرب مع عائلته وان تونس امانة في رقبته قائلا باللهجة التونسية " راهو الرئيس هز عائلتو وهرب وتونس امانة في رقبتك ".
وقال له لا تتركنا نتوه جميعا في المجهول "ما تخليناش نضيعوا الناس الكل" وكان في حالة من الارتباك والخوف الذي بدا من صوته وهو يتحدث بهذه العبارات الى الوزير الاول، الذي اخبره انه ليس هو المعني بالامر وانه يتعين حضور كل من رئيس مجلسي النواب والمستشارين ورئيس المجلس الدستوري ، فاعلمه سالم سيك سالم بانه سيرسل له سيارة مصفحة لاحضاره من مكتبه بالقصبة الى القصر الرئاسي بقرطاج وانه سيتولى احضار رؤساء المجالس التي ذكرها السيد محمد الغنوشي.
وقد قام بتوفير السيارات وارسل بها صحبة ضباط الى منازل المذكورين، وفي انتظار وصولهم، وأمام حالة الفوضى التي كان عليها الوضع في القص، وحالة الهلع التي كان عليها الاعوان خرج الى الساحة الرئيسة وطلب تجميع الاعوان وقام برفع معنوياتهم بالقول نحن هنا نعمل لحماية رئيس الدولة وليس أمن بن علي ، اريدكم رجالا وابطالا ويتعين على كل منكم ملازمة مكانه ويتعين عدم إطلاق اية رصاصة دون اذني المباشر ايا كانت الاسباب ، وفي الاثناء وصل السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب والسيد عبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين ثم الوزير الاول السيد محمد الغنوشي ، وبوصول الجميع جلسوا بقاعة العمليات التابعة للامن الرئاسي بغرض تسجيل كلمة رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع الذي كان يجلس امام كاميرا التلفزة التونسية لكنه سرعان ما نهض من على الكرسي معتذرا عن القيام بهذه العملية لكونه مريضا ولا يقدر علي ذلك مرشحا رئيس مجلس المستشارين للقيام بهذه المهمة.
حينها انتفض سالم سيك سالم صارخا ،لا لايمكن ان يكون ذلك هو الشخص المطلوب لان البلاد ستزداد احتراقا بمجرد ظهوره ، قائلا باللهجة التونسية " لا هذاكا لا البلاد تزيد تشعل " عندها تدخل مباشرة السيد محمد الغنوشي الوزير الاول مستظهرا بكتيب الدستور وقال " يمكن الاعتماد على الفصل 56 من الدستور.
ودخلوا الى احدى القاعات حيث تم تحرير كلمة الوزير الاول التي القاها امام كاميرا التصوير التلفزيوني ، ثم طلب من محافظ الشرطة يوسف ساسي ايصال الشريط الى التلفزيون التونسي ، وبثه بعد ان نسق مع مع ادريس بن يوسف المسؤول عن التنسيق بين الرئاسة والتلفزة التونسية.
وفي الاثناء تلقى اتصالا من مديره المباشر عدنان الحطاب مستفسرا عن الاوضاع فطلب منه الالتحاق به فورا بالقصر الرئاسي دون الخوض في التفاصيل عبر الهاتف ، ثم تمكن موزع الهاتف من ربطه بالجنرال رشيد عمار من وزارة الداخلية، حيث طلب منه سالم سيك سالم وهو في حالة من الارتباك الحضور الى القصر الرئاسي بقرطاج فاعلمه ان يتلقى فقط التعليمات من وزير الدفاع وحينما وصل العقيد عدنان الحطاب سرد عليه جميع التفاصيل وطلب منه تولى الاشراف على الوضع باعتباره رئيسه المباشر وامام حالة الانهيار التي بات عليها اخبره انه لم يعد قادرا على مواصلة العمل حيث اتجه الى مكتبه .
العقيد عدنان الحطاب – نائب مدير الامن الرئاسي
كان يتابع الاوضاع التي تدور امام وزارة الداخلية ويستمع من مكتبه الى جهاز اللاسلكي وفي حدود الساعة الرابعة والنصف علم بمغادرة الرئيس السابق وعائلته في اتجاه المطار من جهة القاعة الشرفية الرئاسية وقد تلقى اتصالا مباشرا من المدير العام علي السرياطي اخبره انهم يعتزمون السفر الى جدة بالمملكة العربية السعودية لاداء مناسك العمرة .
علم بان علي السرياطي ومحسن رحيم قد حملا معهما جوازي سفرهما وفي حدود الساعة الخامسة أعلمه علي السرياطي ان الفرقة المختصة من طلائع الحرس وفوج مكافحة الارهاب قد تولت تعطيل الطائرة الرئاسية ، فاتصل بالمقدم سمير الطرهوني وقال انه جدت مناوشة بينهما حينها اتصل بالمقدم العربي الاكحل رئيس الوحدة المختصة بالحرس الوطني الذي مرر الهاتف الى سمير الطرهوني
فقال له حرفيا " ان كنت ترغب في معرفة حقيقة الامر عليك الاتصال بالجنرال رشيد عمار "فقام عدنان الحطاب بالاتصال من موزع الهاتف بالقصر الرئاسي بالجنرال رشيد عمار قائلا " إحتراماني مون جنرال انا الان اريد ان اعرف مالذي يتعين علي فعله ؟ فاجابه الجنرال رشيد عمار " يعيش ولدي رد بالك على الاعوان اللى معاك وعلى روحك وعلى السلاح اللي على ذمتك وانت من توة راك المسؤول على الوحدة متاعك .. رد بالك رد بالك عيش ولدي " وهو ما معناه " أنتبه جيدا وحافظ على الاعوان التابعين لادارتك وانتبه لنفسك وللسلاح الموضوع تحت تصرفك وانت من الان تعد مسؤولا عن الوحدة التابعة لك انتبه انتبه".
الساعة الرابعة عصرا في احد الممرات بادارة الامن الرئاسي التقى عدنان الحطاب بالمدير العام للامن الرئاسي الذي اخبره ان الرئيس وعائلته سيتوجهون الى السعودية لاداء العمرة.
اصدر تعليمات للفرقة البحرية التابعة للامن الرئاسي بتامين النقاط المطلة على البحر ، كما تلقى عديد الاتصالات والمعلومات من الاطارات التابعة للامن الرئاسي تخبره بوقوع عدة مظاهرات في الاحياء الشعبية القريبة من القصر الرئاسي .
يوم 14 جانفي وحال علمه بمغادرة الرئيس السابق توجه الساعة الخامسة والنصف الى منزل شقيقته بالمنزه التاسع واثناء وجوده بالمنزل تلقى اتصالا من المقدم الياس الزلاق المسؤول عن الموكب الرئاسي يساله ان كان بامكانه ارسال سيارتين احداهما مصفحة الى الوزير الاول محمد الغنوشي بطلب من العقيد سامي سيك سالم حينها اتصل بالعقيد سامي سيك سالم هاتفيا والذي طلب منه الحضور فورا الى القصر الرئاسي دون ذكر تفاصيل .
يؤكد عدنان الحطاب انه استمع عبر اللاسلكي الساعة الرابعة عصرا الى معلومة مفادها قدوم طائرة عسكرية باتجاه القصر الرئاسي وان علي السرياطي قد اعطى الاوامر باطلاق النار عليها ثم سرعان ما تراجع وطلب عدم اطلاق النار .
الضابط الذي اتصل بمحمد الغنوشي
النقيب بشير شهيدة – رئيس فرقة حماية الوزير الاول
كان بمقر الوزارة الاولى يوم 14 يناير وفي حدود الساعة الخامسة وحسبما كان الوزير الاول محمد الغنوشي يتهيأ للمغادرة باتجاه محل سكناه ، كان الوضع الامني متوترا في مختلف الشوارع والطرقات التي من المعتاد ان يسلكها موكب الوزير الاول حيث كانت هناك معلومات عن وجود مظاهرة ضخمة بنحو أربعة الاف متظاهر في مستوى مفترق باب سعدون وقد بقي الوزير الاول بمكتبه الى غاية حلول فريق تابع لامن الرئيس تولى نقله الى القصر الرئاسي بقرطاج في حدود الساعة الخامسة والنصف.
في حدود الساعة الخامسة و47 دقيقة تلقى اتصالا من العقيد سامي سيك سالم وطلب منه تمرير الهاتف الى الوزير الاول محمد الغنوشي للحديث معه في امر هام واكيد وقد قام بالتحول الى مكتب الوزير الاول الذي وجده لوحده ومكن الوزير الاول من هاتفه الجوال دون اين يعلم بفحوى المكالمة التي دارت بين العقيد سامي سيك سالم والوزير الاول .
توزيع العمل في الامن الرئاسي
بداية من يوم 12 يناير تم تجميع الفرق الخمسة المكلفة بالحماية وتم تقسيمهم الى مجموعتين تضم كل واحدة 88 عونا تعمل الاولى من السابعة صباحا الى السابعة مساء والثانية من السابعة مساء الى السابعة صباحا مع وجود فرقة احتياط بثكنة قمرت في حالة تاهب وبالنسبة للاسلحة يعمل الاعوان في الامن الرئاسي منذ اربعة سنوات من دون اسلحة حيث يقتصر مسكها على رؤساء الفرق والقيادات وآمري الفصائل وقبل يوم 14 يناير تم تمكين جميع الاعوان من اسلحة مختلفة حسب طبيعة العمل الموكول لكل فرد .
الساعة 16:25 دقيقة على مستوى مفترق المعلقة قرب القصر الرئاسي مر الموكب الرئاسي بطريقة غير اعتيادية تبعث على الشك والريبة في اتجاه سيدي بوسعيد
يوسف بن حمادي الملازم بامن رئيس الدولة هو من تم تكليفه بحمل الشريط المسجل الذي يتضمن كلمة الوزير الاول الى التلفزيون التونسي حيث شاهده عند البث مباشرة .
حوالي الساعة 16:30 اتصل فوزي درويش رئيس فرقة الارشاد التابعة للامن الرئاسي بمدير عام الامن الرئاسي علي السرياطي واخبره ان إمراة اصيلة منطقة مارث موجودة بمنطقة قرطاج ترغب في مقابلة الرئيس بن علي لكي تعلمه ان الوضع خطير وبوجود مؤامرة جارية في ذلك التوقيت .
قصر قرطاج يشهد فوضى عارمة